Sunday, October 25, 2015

মাকামাতে কারিযিয়্যাহ, বদীউজ্জামান হামাদানী

المقامة القريضية
ابوالفضل بديع الزمان الهمدانى

حدثنا عيسى بن هشام قال طرحتنى النوى مطارحها حتى اذا وطئت جرجان الأقصى فاستظهرت على الأيام بضياع أجلت فيها يدالعمارة واموال وقفتها على التجارة وحانوت جعلته مثابة ورفقة اتخذتها صحابة و جعلت للدار حاشيتى النهار وللحانوت ما بينهما- فجلسنا يوما نتذاكر القريض وأهله وتلقاءنا شاب قدجلس غير بعيد ينصت و كأنه يفهم و يسكت وكأنه لايعلم حتى إذا مال الكلام بنا ميله وجر الجدال فينا ذيله قال: قد أصبتم عذيقه ووافيتم جذيلة
ولو شئت للفظت وأفضت ولو قلت لأصدرت وأوردت ولجلوت الحق فى معرض بيان يسمع الصم وينزل العصم فقلت يا فاضل أدن فقد منيت وهات فقد أثنيت فدنا وقال: سلونى أجبكم واسمعوا أعجبكم فقلنا: ما تقول فى إمرى القيس قال: هو اول من وقف بالديار وعرصاتها واغتدى والطير فى وكناتها ووصف الخيل بصفاتها ولم يقل الشعر كاسبا ولم يجد القول راغبا ففضل من تفتق للحيلة لسانه وانتجع للرغبة بنانه قلنا: فما تقول فى النابغة قال: يثلب إذا حنق ويمدح إذارغب ويعتذر إذا رهب ولا يرمى إلا صائبا قال: فما تقول فى زهير قال يذيب الشعر والشعر يذيبه ويدعو القول والسحر يجيبه قلنا: فما تقول فى طرفة قال: هو ماء الأشعار وطينتها وكنزالقوافى ومدينتها مات ولم تظهر أسرار دفائنه ولم تفتح أغلاق خزائنه قلنا: فما تقول فى جرير والفرزدق وأيها أسبق فقال: جرير أرق شعرا أغزر غزرا الفرزدق أمتن صخرا- وأكثر فخرا وجرير أوجع هجوا وأشرف يوما- والفرزدق أكثر روما- أكرم قوما وجرير إذا نسب أشجى وإذا ثلب أردى وإذا مدح أشتى- والفرزدق إذا افتخر أجزى وإذا احتقر أزرى وإذا وصف أوفى- قلنا: فما تقول فى المحدثين من الشعراء والمتقدمين منهم- قال: المتقدمون أشرف لفظا وأكثر من المعانى حظا والمتأخرون ألطف صنعا وأرق نسجا قلنا: فلو أريت من أشعارك ورويت لنا من أخبارك قال خذهما فى معرض واحد وقال:

أما ترونى أتغشى طمرا  +  ممطيا فى الضر أمرا مرا
مضطبنا على الليالى غمرا  +  ملاقيا منها صروفا حمرا
أقصى أمانى طلوع الشعرى  +  فقد عنينا بالأمانى دهرا
وكان هذا الحر أعلى قدرا  +  وماء هذا الوجه أغلى سعرا
ضربت للسرا قبابا خضرا  +  فى دار دارا و إوان كسرى
فانقلب الدهر لبطن ظهرا  +  و عاد عرف العيش عندى نكرا
لم يبق من وفرى إلا ذكرى  +  ثم إلى اليوم هلم جرا
لولا عجوز لى بسرا من را  +  و أفرخ دون جبال بصرى
قد جلب الدهر عليهم ضرا  +  قتلت يا سادة نفسى صبرا

قال عيسى بن هشام  فأنلته ما تاح وأعرض عنا فراح فجعلت أنفيه و أثبته و أنكره وكأنى أعرفه ثم دلتنى عليه ثناياه  فقلت: الإسكندرى والله- فقد كان فارقنا خشفا ووافنا جلفا و نهضت على إثره ثم قبضت على خصره وقلت: ألست أبا الفتح؟ ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين؟ فأى عجوز لك بسرمن را؟ فضحك إلى وقال:
ويحك هذا الزمان زور  +  فلايغرنك الغرور

لاتلنزم حالة ولكن  +  در بالليالى كما تدور

1 comment: